فصل: تفسير الآيات (23- 25):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فوائد لغوية وإعرابية:

قال السمين:
قوله: {فَإِنَّهُ يَأْمُرُ}:
في هذه الهاءِ ثلاثةُ أوجهٍ أحدُها: أنها ضميرُ الشَّأْن. وبه بدأ أبو البقاء. والثاني: أنها ضميرُ الشيطان. وهذان الوجهان إنما يجوزان على رَأْيِ مَنْ لا يَشْترط عَوْدَ ضميرٍ على اسمِ الشرط مِنْ جملة الجزاء. والثالث: أنه عائدٌ على {مَنْ} الشرطيَةِ.
قوله: {مَا زَكَا} العامَّةُ على تخفيفِ الكاف يقال: زكا يَزْكُو. وفي ألفه الإِمالةُ وعدمُها. وقرأ الأعمش وأبو جعفر بتشديدها. وكُتبت ألفُه ياءً وهو شاذٌّ لأنه من ذواتِ الواو كغزا. وإنما حُمِل على لغةِ مَنْ أمال أو على كتابةِ المُشَدَّدِ. فعلى قراءة التخفيفِ يكون {مِنْ أحد} فاعلًا. وعلى قراءةِ التشديدِ يكونُ مفعولًا. و{مِنْ} مزيدةٌ على كلا التقديرَيْن. والفاعلُ هو اللهُ تعالى.
قوله: {وَلاَ يَأْتَلِ}:
يجوزُ أَنْ يكونَ يَفْتَعِلُ مِن الأَلِيَّة وهي الحَلْف كقوله:
وآلَتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ

ونَصَرَ الزمخشري هذا بقراءة الحسن {ولا يَتَأَلَّ} من الأَلِيَّة كقوله: مَنْ تألَّ على اللهِ يُكَذِّبْه. ويجوزَ أَنْ يكونَ يَفْتَعِلُ مِنْ أَلَوْتُ أي قَصَّرْتُ كقوله تعالى: {لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا} [آل عمران: 118] قال:
وما المرءُ ما دامَتْ حُشاشةُ نَفْسِه ** بمُدْرِكِ أَطْراف الخُطوب ولا آلِ

وقال أبو البقاء: وقرئ {ولا يَتَأَلَّ} على يَتَفَعَّل وهو من الأَلِيَّة أيضًا.
قلت: ومنه:
تَأَلَّى ابنُ أَوْسٍ حَلْفَةً لِيَرُدَّني ** إلى نِسْوةٍ كأنَّهنَّ مَفائِدُ

قوله: {أَن يؤتوا} هو على إسقاطِ الجارِّ، وتقديرُه على القول الأولِ، ولا يَأْتَلِ أُولوو الفَضْلِ على أَنْ لا يُحِسنوا. وعلى الثاني: ولا يُقَصِّر أُولو الفَضْل في أَنْ يُحِسنوا. وقرأ أبو حيوة وأبو البرهسم وابن قطيب {تُؤْتُوا} بتاء الخطاب. وهو التفاتُ موافِقٌ لقولِه: {ألا تُحِبون}. وقرأ الحسن وسفيان بن الحسين: وَلْتَعْفُوا وَلْتَصْفَحُوا، بالخطاب، وهو موافِقٌ لِما بعده. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.من لطائف القشيري في الآية:

قال عليه الرحمة:
قوله جل ذكره: {يَا أّيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ}.
إذا تَنَقَى القلبُ عن الوساوس، وصفا عن الهواجس بَدَتْ فيه أنوارُ الخواطر، فإذا سما وقتُ العبدِ عن ذلك سَقَطَتْ الخواطر، وبدت فيه أحاديث الحق- سبحانه- كما قال في الخبر: «لقد كان في الأمم محدَّثون فإن يكن في أمتي فَعُمَر» وإذا كان الحديث منه فذلك يكون تعريفًا يبقى مع العبد، ولا يكون فيه احتمالٌ ولا إشكال ولا إزعاج، وصاحبُه يجب أن يكون أمينًا، غيرَ مُظْهِر لِسِرِّ ما كوشِفَ به.
قوله جل ذكره: {وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزْكِّى مَن يَشَاءُ وَاللَهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.
ردَّهم في جميع أحوالهم إلى مشاهدة ما منَّ الحقُّ في قسمي النفع والدفع، وحالتي العسر واليسر، والزَّكى من الله، والنُّعمى من الله، والآلاءُ من الله، قال تعالى: {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل: 53].
قوله جل ذكره: {وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُوا الفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِى القُرْبَى وَالمَسَاكِينَ وَالمُهَاجِرِينَ في سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُواْ}.
تحرَّك في أبي بكر عِرْقٌ من البشرية في وصف الانتقام من مسطح حين شرع وخَاضَ في ذلك الحديث، وكان في رفق أبي بكر فقطع عنه ذلك، وأخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم وانتظر الأمرَ من الله في ذلك، فأنزل الله تعالى: {وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُوا الفَضْلِ مِنكُمْ} فلم يرضَ من الصديق رضي الله عنه أن يتحرك فيه عِرْقٌ من الأحكام النفسية والمطالبات البشرية، فأعاد أبو بكر له ما كان يفعله في ماضي أيامه. والإحسان إلى المحسن مكافأة، وإلى مَنْ لا يسيء ولا يحسن فضل، وإلى الجاني فُتُوَّةٌ وكَرَمٌ، وفي معناه أنشدوا:
وما رضوا بالعفو عن كلِّ زَلةٍ ** حتى أنالوا كَفّه وأفادوا

قوله: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا}: العفو والصفح بمعنىّ، فكررهما تأكيدًا.
ويقال العفو في الأفعال، والصفح في جنايات القلوب.
قوله جل ذكرْ: {أَلاَ تُّحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
هذا من كمال تلطفه سبحانه وفي الخبر: أن الله لما أنزل هذه الآية قال أبو بكر رضي الله عنه: لي، أُحِبُّ يا رب وعفا عن مسطح. وإن الله يغادر في قلوب أوليائه كراهة من غيرهم، وأنَّى بالكراهة مِنَ الخَلْق والمتفرِّدُ بالإيجاد اللَّهُ؟! وفي معناه أنشدوا:
رُبَّ رامٍ لي بأحجار الأذى ** لم أجِدْ بُدًّا من العطف عليه

فعسى أن يَطْلعَ اللَّهُ على ** قَدْحِ القومِ فيدْنيني إليه

اه.

.قال ابن عجيبة:

الإشارة: كل ما يصد عن مكارم الأخلاق؛ كالحلم، والصبر، والعفو، والكرم، والإغضاء، وغير ذلك من الكمالات، فهو من خطوات الشيطان، تجب مجانبته، فإن الشيطان لا يأمر إلا بالفحشاء والمنكر؛ كالغضب، والانتصار، والحمية، والحقد، والشح، والبخل، وغير ذلك من المساوئ، ولا طريق إلى الدواء من تلك المساوي إلا بالرجوع إلى الله والاضطرار له، والتعلق بأذيال فضله وكرمه.
ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدًا، فإذا تعلق بالله، واضطر إليه اضطرار الظمآن إلى الماء طهَّره الله وزكاه، إما بلا سبب، أو بأن يلقيه إلى شيخ كامل، يُربيه ويهذبه بإذن الله، وهذا هو الكثير، والكل منه وإليه.
قال الورتيجبي قوله تعالى: {ولولا فضل الله عليكم رحمته} إلخ: بيّن أن تطهير العباد من الذنوب لا يكون إلا بفضله السابق وعنايته الأزلية، كيف يزكي العِلَلَ ما يكون عللًا، فالمعلول لا يُطَهِّرُ، والمعلول أفعال الحدثان على كل صنف، ولطف القديم له استحقاق ذهاب العلل بوصوله. قال السياري: قال الله: {ولولا فضل الله عليكم} ولم يقل: لولا عبادتكم وصلاتكم وجهادكم وحسن قيامكم بأمر الله ما نجا منكم أحد؛ ليعلم أن العبادات، وإن كثرت، فإنها من نتائج الفضل. اهـ.
قال في الحاشية: وظهر لي أن الآية مقدمة لما ندب إليه الصدِّيق بقوله: {ولا يأتل أولو الفضل منكم} ففيه إشارة إلى أن فضله وزكاته فضل من الله عليه، وعنايةٌ سابقةٌ، وهي سبب حِفْظِهِ وتحليه بِخِلَعِ كوامل الأوصاف، فليشهدْ ذلك، ولا يأتل على من لم يجد ذلك، حتى وقع فيما وقع من القذف، بل يعذره، ويرى مِنَّةَ الله عليه في كونه نَزَّهَهُ بعنايته من الوقوع في مثل ذلك، مع كون المحل قابلًا، ولكن الله خَصَّصَهُ. اهـ.
قال الورتجيبي على قوله: {ولا يأتل} إلخ: في الآية بيانُ وتأديبُ الله للشيوخ والأكابر ألاَّ يهجروا صاحب العثرات والزلات، من المريدين، ويتخلقوا بخلق الله، حيث يغفر الذنوب العظامَ ولا يبالي، وأَعْلَمَهُمْ ألاّ يَكُفُّوا أعطافهم عنهم. ثم قال: فَإنَّ مَنْ لَهُ اسْتِعْدَادٌ لا يَحْتَجِبُ بِعَوَارِضِ البَشَرِيَّةِ عَنْ أَحْكَامِ الطَّرِيقَةِ أبَدًا. اهـ.

.تفسير الآيات (23- 25):

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25)}.

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما كان الختم بهذين الوصفين بعد الأمر بالعفو ربما جرّأ على مثل هذه الإساءة، وصل به مرهبًا من الوقوع في مثل ذلك قوله معممًا للحكم: {إن الذين يرمون} أي بالفاحشة {المحصنات} أي اللائي جعلن أنفسهن من العفة في مثل الحصن.
ولما كان الهام بالسيىء والمقدم عليه عالمًا بما يرمي به منه، جاعلًا له نصب عينه، أكد معنى الإحصان بقوله: {الغافلات} أي عن السوء حتى عن مجرد ذكره.
ولما كان وصف الإيمان حاملًا على كل خير ومانعًا ن كل سوء، نبه على أن الحامل على الوصفين المتقدمين إنما هو التقوى، وصرف ما لهن من الفطنة إلى ما لله عليهن من الحقوق فقال: {المؤمنات}.
ولما ثبت بهذه الأوصاف البعد عن السوء، ذكر جزاء القاذف كفًّا عنه وتحذيرًا منه بصيغة المجهول، لأن المحذور اللعن لا كونه المعين، وتنبيهًا على وقوع اللعن من كل من يتأتي منه فقال: {لعنوا} أي أبعدوا عن رحمة الله، وفعل معهم فعل المبعد من الحد وغيره {في الدنيا والآخرة} ثم زاد في تعظيم القذف لمن هذه أوصافها فقال: {ولهم} أي في الآخرة {عذاب عظيم} وقيد بوصف الإيمان لأن قذف الكافرة وإن كان محرمًا ليس فيه هذا المجموع، وهذا الحكم وإن كان عامًا فهو لأجل الصديقة بالذات وبالقصد الأول وفيما فيه من التشديد الذي قل أن يوجد مثله في القرآن من الإعلام بعلي قدرها، وجلي أمرها، في عظيم فخرها، ما يجل عن الوصف؛ ثم أتبع ذلك ذكر اليوم الذي يكون فيه أثر ذلك على وجه زاد الأمر عظمًا فقال: {يوم تشهد عليهم} أي يوم القيامة في ذلك المجمع العظيم {ألسنتهم} إن ترفعوا عن الكذب {وأيديهم وأرجلهم} إن أنكرت ألسنتهم كذبًا وفجورًا ظنًا أن الكذب ينفعها {بما كانوا يعملون} من هذا القذف وغيره؛ ثم زاد في التهويل بقوله: {يومئذ} أي إذ تشهد عليهم هذه الجوارح {يوفيهم الله} أي المحيط بكل شيء علمًا وقدرة وله الكمال كله {دينهم} أي جزاءهم {الحق} أي الذي يظهر لكل أحد من أهل ذلك المجمع العظيم أنهم يستحقونه، فلا يقدر أحد على نوع طعن فيه {ويعلمون} أي إذ ذاك، لانقطاع الأسباب، ورفع كل حجاب {أن الله} أي الذي له العظمة المطلقة، فلا كفوء له {هو} أي وحده {الحق} أي الثابت أمره فلا أمر لأحد سواه، {المبين} الذي لا أوضح من شأنه في ألوهيته وعلمه وقدرته وتفرده بجميع صفات الكمال، وتنزهه عن جميع سمات النقص، فيندمون على ما فعلوا في الدنيا مما يقدح في المراقبة وتجري عليه الغفلة؛ قال ابن كثير: وأمهات المؤمنين أولى بالدخول في هذا من كل محصنة لاسيما التي كانت سبب النزول، وهي عائشة بنت الصديق رضي الله تعالى عنهما، وقد أجمع العلماء قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية، فإنه كافر لأنه معاند للقرآن، وفي بقية أمهات المؤمنين رضي الله عنهن قولان أصحهما أنهن كهي، والله أعلم- انتهى.
وقد علم من هذه الآيات وما سبقها من أول السورة وما لحقها إلى آخرها أن الله تعالى ما غلظ في شيء من المعاصي ما غلظ في قصة الإفك، ولا توعد في شيء ما توعد فيها، وأكد وبشع، ووبخ وقرع، كل ذلك إظهارًا لشرف رسوله صلى الله عليه وسلم وغضبًا له وإعظامًا لحرمته وصونًا لحجابه. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23)}.
وفيه مسألتان:
المسألة الأولى:
اختلفوا في قوله: {إِنَّ الذين يَرْمُونَ المحصنات الغافلات} هل المراد منه كل من كان بهذه الصفة أو المراد منه الخصوص؟ أما الأصوليون فقالوا الصيغة عامة ولا مانع من إجرائها على ظاهرها فوجب حمله على العموم فيدخل فيه قذفة عائشة وقذفة غيرها، ومن الناس من خالف فيه ذكر وجوهًا: أحدها: أن المراد قذفة عائشة قالت عائشة: رميت وأنا غافلة وإنما بلغني بعد ذلك، فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي إذ أوحى الله إليه فقال: «أبشري» وقرأ: {إِنَّ الذين يَرْمُونَ المحصنات الغافلات المؤمنات} وثانيها: أن المراد جملة أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنهن لشرفهن خصصن بأن من قذفهن فهذا الوعيد لاحق به واحتج هؤلاء بأمور: الأول: أن قاذف سائر المحصنات تقبل توبته لقوله تعالى في أول السورة: {والذين يَرْمُونَ المحصنات} إلى قوله: {وأولئك هُمُ الفاسقون إِلاَّ الذين تَابُواْ} [النور: 4- 5] وأما القاذف في هذه الآية، فإنه لا تقبل توبته لأنه سبحانه قال: {لُعِنُواْ في الدنيا والآخرة} ولم يذكر الاستثناء، وأيضًا فهذه صفة المنافقين في قوله: {مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُواْ} [الأحزاب: 61]، الثاني: أن قاذف سائر المحصنات لا يكفر، والقاذف في هذه الآية يكفر لقوله تعالى: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ} وذلك صفة الكفار والمنافقين كقوله: {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء الله إِلَى النار} [فصلت: 19] الآيات الثلاث.